هل تعلم أنه قيل أكثر حوادث السيارات تقع عند اقتراب المدينة الذي يتوجه إليها الراكب ، لأنه يزيد من السرعة عندما يقترب من المكان وهذا خطأ .
وهذا يقع كذلك عند البدأ في عمل ، وعند الإقتراب من إنهاء ذلك العمل قد تزيد من كثرة التفكير والعمل الشاق لتنهي ذلك بسرعة وهذا يسبب في إرهاق عقلك وجسدك .
لذلك حاول أن تقرأ هذا المقال بتمعن فهو تحفيزي ومفيد لقيته على أحد مواضيع موقع مستقل .
هل تذكر الإثارة التي شعرت بها عند أطلقت بتهور مشروعك الأخير؟ تلك السعادة
الغامرة لمعرفة أن جميع الأبواب كانت مفتوحة أمامك وكانت الفرص لا نهائية. ومع
ذلك، إذا كنت مثل معظم الناس، يحدث شيء ما عندما تقترب من إنهاء المشروع. ربما
تتعثر وتقع، أو وربما يصيبك مغص وتشنّج وتضطر إلى أخذ استراحة. وفي لحظة ما يبدو
كل ذلك الزخم وكل ما أوصلك إلى تلك النقطة قد تلاشى فجأة. لذا يتعثر الكثير منا
عند 90%.
نحن نضع
الكثير من الضغوط على فكرة إنهاء شيء ما والقول "لقد أنهينا هذا الأمر"
الأمر الذي يجهدنا ونبحث عن ذرائع لتأجيل تلك اللحظة. ونحاصر أنفسنا بأسئلة مثل:
ماذا سيكون رأي الناس بنا؟ ماذا سيحدث إذا أنهينا المشروع تمامًا وفشلنا؟ ماذا لو
أنهينا المشروع ولم نسبح مباشرة في بحر من الأموال مثل العم دهب (العم دهب أو أنكل
سكروتش شخصية كرتونية، وهو بطة ثري يمتلك خزنة كبيرة ممتلئة بالنقود ويتميز ببخله
الشديد وحرصه على جمع المال ويعيش في مدينة البط ويوصف بأغنى بطة فيها). هذه هي
أنواع الأفكار التي تتفشى في عقولنا بينما نحاول إنهاء آخر 10%.
نحن نعيش في
مجتمع مشتت بالكامل، فكيف يمكننا بأي حال توقع إنهاء عملنا.
هناك مقولة
شهيرة لـ Jim Rohn :
"النجاح
ليس أكثر من جملة قواعد بسيطة، نُمارسها كل يوم."
كشخص لديه
تجربة في إنهاء سلسلة من المشاريع a serial project finisher، لقد كان هذا التفكير عمليًا بالنسبة لي على مر السنين.
كثيرًا ما
نريد التركيز على قائمة مهام ذات بنود كبيرة، هدف مشروع كبير، أو النتيجة النهائية
للعمل. هذه البنود الكبيرة يمكن أن تكون كتابة كتاب، إطلاق موقع جديد، بناء
تطبيق...الخ. ربما سبق لك أن قرأت أو سمعت حول الأمر، لكن لا يُمكن أن تكتب أهدافا
كبيرة مثل هذه في قائمة مهامك اليومية. يجب أن تكتب هذه البنود في قائمة منفصلة
تمامًا تدُعى شيء من قبيل "أشياء مدهشة وضخمة أريد القيام بها"، انطلق
واكتب تلك القائمة. لكن ضعها حاليًا في مكان ما حيث لا يمكنك مشاهدتها يوميًا، فقد
حان الوقت للقيام ببضعة أشياء ستساعدك فعلًا على إنهاء مشروعك الذي تعمل عليه.
ابدأ مع قوائم كثيرة ... من المهام الصغيرة
ما تعمل عليه
أنا وأنت ليس بالأمر المُعقّد جدًا (أو كما يوصف عادة بأنه ليس مُعقّدًا كتعقيد
علم الصواريخ)، لكن من الأفضل أن تعتقد أنه يمكننا تعلم عدة أشياء من علماء
الصواريخ. لا يمكن لعلماء الصواريخ أن يبنوا صاروخًا دفعة واحدة، عليهم أن يبدؤوا
ببناء كل مكون بشكل منفرد. هناك الأحواض tanks، المحاقن injector، المضخات pumps، الأغلفة housings، الحجرات chambers، المنافث nozzles، وعدد ضخم من الأجزاء الأخرى التي تحتاج إلى إكمال وتركيز خاص.
ويؤدي جمع كل هذه الأجزاء المكتملة معًا إلى بناء الصاروخ.
عليك تطبيق
آلية التفكير هذه مهما كان الشيء الذي تعمل عليه. لا تركز على أي بند كبير. ركّز
على البنود الأصغر التي يمكنك إكمالها واحدًا تلو الآخر. من المفيد كتابة قائمة
مهام خاصة لكل جزء مخصص من المشروع. من الأسهل إنهاء البنود الأصغر والأكثر بساطة.
لقد اعتدت أن
أعاني مع قوائم المهام، لكن ما إن جربت عدة أشياء مختلفة حتى وجدت الأسلوب الذي
يناسبني. فبدلًا من استخدام تطبيق باهظ السعر أنا استخدم ورقة وقلمًا. أكتب يوميًا
بنود قائمة مهام اليوم وأجزئ هذه البنود إلى أصغر مهام ممكنة. أراجع قائمتي طوال
اليوم وأحدد المهام المنتهية (من المذهل كم سيُشجّعك شطب بنود قائمة مهامك على
مواصلة العمل). وفي اليوم التالي، عندما أجلس لكتابة قائمة مهامي، إذا كان لدي أية
مهام متبقية من اليوم السابق أعيد كتابتها. أصبحت مهمة إعادة كتابة المهام المتبقية
من الأجزاء الأقل تفضيلًا في اليوم. لقد ساعدني ازدراء إعادة كتابة قائمة مهامي
اليومية على التركيز على إنهاء كل المهام يوميًا لتجنب عملية إعادة الكتابة. وفي
النهاية تخلصت من عادتي في السماح بتأجيل المهام يوميًا ولم يستغرق الأمر سوى 30
يومًا فقط.
عندما تكون جميع
قوائم مهامك الصغيرة منتهية، يجب أن يكون لديك صاروخ كامل يعمل. أو مدونة، أو
تطبيق ويب.
سرعة تنفيذك لمشروعك مهمة جدا
دعنا نواجه
الأمر، من الصعب علينا نحن كبشر التوقف عندما نبدأ في العمل على شيء ما. إنها
طبيعتنا. لكنه يجب عليك أن تقاوم استعجالك الغريزي وتدرّب نفسك على السير بخطوات
مدروسة عند العمل على (وإنهاء) مشروع ما.
لقد مررنا
جميعنا بتجارب مثل هذه: يقترب موعد التسليم النهائي. وهناك الكثير من العمل الذي
يتوجب القيام به. وبعد ليال من السهر وتناول كميات كبيرة من الكافيين لتساعدنا على
إنهاء العمل بجودة دون المطلوب. ينتهي بنا المطاف بتقديم عمل غير فخورين به لأننا
لم نمنح أنفسنا الوقت الكافي لإنهاء العمل/المشروع بالشكل المناسب. لا ينبغي
القيام بالعمل بهذه الطريقة إذا كنت تخطط لضبط سرعة تنفيذك للمشروع.
"لأولئك
الذين يعملون لحسابهم الخاص، نحن نتحكم بمواعيدنا النهائية 100%، فلماذا ندعها
إذًا تسيطر علينا؟"
في عام 2014
كان لدي موعد نهائي صارم لإطلاق كتابي (في يوم عيد ميلادي, 15 أيار). لكن فجأة ومن
دون سابق إنذار حصلت بعض التعقيدات في طباعة الكتاب وبعض العقبات المثيرة للسخرية
حقًا مع Amazon.com كمؤلف ينشر كتبه بنفسه. وكلما اقترب يوم 15 أيار أكثر وأكثر أدركت
أنني لن أتمكن من إنهاء العمل في اليوم المحدد. غضبت ليوم واحد ومن ثم أدركت أن
الموعد النهائي لإطلاق الكتاب في يوم عيد ميلادي كان موعدًا أنا وضعته، وهذا
الموعد يمكن تغييره مقارنة بأشياء أخرى أكثر أهمية في الحياة.
أتذكر أنني
أرسلت رسالة إلى قائمتي البريدية لإخبارهم أن موعد الإطلاق قد تغير وقوبلت بتأييد
كبير. في كثير من الأحيان، إذا كنت صادقًا مع نفسك ومع جمهورك، فإن تغيير الموعد
النهائي لن يكون بالأمر الكبير.
ليس من
الضروري أن تنهي كل شيء في يوم واحد وأنت بالتأكيد لا يجب أن تحاول إنهاء كل شيء
في اليوم الأخير من مشروعك. ضع خطة لمشروعك وكن منضبطًا في تنفيذ أعمالك اليومية
(الصغيرة).
الاستراحات ضرورية
عليك تذكر
أخذ استراحات، إذا كنت تشعر أن عقلك منهك ولا يمكنك القيام بالمزيد من العمل
ببساطة، فهذا لأنك ترهق نفسك. لقد وجدت شخصيًا أن إجبار نفسي على أخذ استراحات على
مدار اليوم أمر بالغ الأهمية للعمل بكفاءة ومن غير أن أشعر أن دماغي لم يعد قادرًا
على العمل. ما أتحدث عنه ليس استراحات الفطور والغداء والعشاء، لكن عندما تجبر
نفسك على التوقف من 10-30 دقيقة في الأوقات التي تكون تعمل بها عادةً.
لقد وجدت أن
الطبيعة توفر أفضل طريقة لإعادة شحن للدماغ بلا مُنازع. أترك كل التقنية خلفي
وأذهب للتنزه سيرًا على الأقدام، أغتنم الوقت للاستمتاع بضواحي المدينة والتنفس
بعمق. قد يكون هذا فرصة للتأمل بالنسبة للبعض، لكنه بالنسبة لي فرصة للتخلص من
التوتر وهموم الحياة.
" لقد
وجدت شخصيًا أن إجبار نفسي على أخذ استراحات على مدار اليوم أمر بالغ الأهمية
للعمل بكفاءة ومن غير أن أشعر أن دماغي لم يعد قادر على العمل"
هناك ملاحظة
بسيطة بخصوص فقكرة "أترك كل التقنية خلفي"، اشتريت طوق Garmin Vivosmart (أداة لياقية بدنية تقوم بتتبع خطواتك، حرق السعرات الحرارية،
المسافة المقطوعة. الخ) لغرض واحد هو ميزة تنبيه الخمول. يقيس هذا الجهاز الذي
أرتديه مدى نشاطي وينبهني إذا جلست لأكثر من 40 دقيقة. لقد دربني ارتداء هذا
الجهاز لمدة سنة تقريبًا على النهوض والتحرك قبل تنبيه خمول الـ 40 دقيقة. وعندما
أحتاج التركيز لفترة طويلة من الزمن؟ أخلعه وأتركه على مكتبي.
مثلما ترغب
في خلق عادات لإنشاء وتنفيذ قائمة مهامك اليومية، فإن تخصيص وقت للاستراحات
سينشطك.
تذكر أن آخر 10% تحتاج للمساعدة عادة
سواء كنت
مؤسسًا يعمل لوحده، امرأة تعمل على محلّها التّجاري لوحدها، أو رجل أعمال متباهٍ
(مثلي)، فإن القليل من المساعدة يمكن أن تمنحك عادةً الدفعة الصغيرة التي تحتاجها
للوصول إلى خط النهاية. ويمكن أن يتم ذلك بعدة طرق مختلفة:
- أنشئ دائرة ثقة trust circle التي يمكن أن تبقيك مسؤولًا.
- أعلن عن موعدك النهائي على مواقع التواصل الاجتماعي وأطلب من أصدقائك، متابعيك، وأسرتك دعمك وتشجيعك.
- استخدم أدوات مثل followup.cc أو boomerang لكتابة رسائل مستقبلية مشجعة لنفسك.
أول خيارين
في القائمة السابقة يجب أن يكونا واضحين ويشرحان نفسيهما بنفسيهما، أما الخيار
الأخير فهو "خدعة" صغيرة تفعل العجائب.
خذ الوقت
الكافي لكتابة رسالة إلكترونية لنفسك تشجعك على "مواصلة عملك" وجَدوِل
هذه الرسالة لتصل قبل أسبوع أو أسبوعين من الموعد النهائي. وإذا كنت ترغب في
المزيد من الجدية، يمكنك كتابة عدة رسائل وجدولتها لتصل قبل شهر, 3 أسابيع،
أسبوعين، أسبوع, 3 أيام، ويوم واحد من الموعد النهائي لمشروعك.
يمكن لكلماتك
التشجيعية إعطائك دفعة إضافية. بالإضافة إلى أنه من المحتمل أن تنسى موضوع هذه
الرسائل إذا كتبتها قبل مدة كافية، مما يجعلها مفاجأة ممتعة.
عندما تقترب من خط النهاية
عندما يلوح
خط النهاية في الأفق تميل كل الشكوك التي نحيتها جانبًا للتسلسل إلى عقلك مجددًا.
يتطلب إنهاء العمل قليلًا من الإصرار، وقليلًا من الشجاعة، اجتهاد كبير، والتخلص
من لحظات الرغبة في التخلي عن المشروع. إذا كنت تذكرّ نفسك لماذا تقوم بهذا العمل،
يمكن أن يدفعك ذلك إلى خط النهاية.
هناك نقطة في
غاية الأهميّة وهي أنك لن تنهي أبدًا الـ 10% الأخيرة إذا كنت تعمل على مشروع لا
ترغب في العمل عليه من البداية، وأحدّثك عن الأمر عن تجربة شخصية، ففي جعبتي 30
مشروعًا، والمشاريع التي عانيت كثيرًا لإنهائها كانت تلك المشاريع التي كان يُفترض
بي أن لا أواصل العمل عليها.
اسأل نفسك:
لماذا لم أنهِ المشروع؟ هل لأنني أحتاج إلى المزيد من الانضباط أم لأنني لم أكن
أرغب حقًا في العمل عليه؟ إذا كان جوابك هو الانضباط، اقرأ هذه المقالة مجددًا.
إذا كان جوابك عدم الرغبة في العمل على المشروع، فقد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة
والتفكير فيما تريد القيام به بعد ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق